ألواح التقطيع

ألواح التقطيع تحت المجهر: ما لا تعرفه عن البكتيريا في الخشب والبلاستيك

ألواح التقطيع تحت المجهر

يعتقد كثير من الناس أن الألواح البلاستيكية أكثر أمانًا لأنها “غير مسامية” ويسهل تعقيمها. مع ذلك، أظهرت الأبحاث منذ التسعينيات وحتى اليوم صورة مختلفة. فالخشب ليس بالضرورة أسوأ، بل في عدة تجارب كان أقل خطورة من البلاستيك من حيث بقاء البكتيريا.

ما الذي وجده الباحثون؟

أولاً، بينت دراسات مخبرية أن البكتيريا على الخشب تختفي بسرعة. في إحدى التجارب، اختفى أكثر من 99% من البكتيريا خلال دقائق. في المقابل، بقيت البكتيريا على البلاستيك أحيانًا أو حتى تكاثرت.

ثانيًا، أبحاث لاحقة قارنت سهولة التنظيف بين الخشب والبلاستيك. البلاستيك الجديد وغير المخدوش يمكن تعقيمه بسهولة في غسالة الصحون. لكن بعد ظهور الشقوق يصبح مأوى للبكتيريا يصعب إزالتها.

ثالثًا، دراسات من العقد الأخير أكدت النتيجة نفسها. فقد وُجد أن البكتيريا تميل للبقاء أكثر على البلاستيك مقارنة ببعض أنواع الأخشاب الصلبة. مع ذلك، يؤثر نوع الخشب، درجة التآكل، والطلاء على النتيجة النهائية.

لماذا يبدو الخشب مضادًا للبكتيريا؟

السبب الأول هو الامتصاص. فالمسام الدقيقة في الخشب تسحب السوائل والبكتيريا إلى الداخل. هناك تقل الرطوبة وتموت البكتيريا أو تصبح غير نشطة.

السبب الثاني هو وجود مركبات طبيعية في بعض الأخشاب الصلبة مثل البلوط والقيقب، وهي تعمل كمضادات للبكتيريا.

متى يكون البلاستيك أفضل؟

إذا كان اللوح جديدًا وغير مخدوش ويُغسل بماء ساخن في غسالة الصحون، فهو آمن وسهل التعقيم. لكن مع مرور الوقت، تظهر الخدوش والشقوق، مما يحوله إلى بيئة مناسبة للبكتيريا.

حدود الدراسات

معظم الأبحاث تجري في ظروف مخبرية مضبوطة. هذه الظروف لا تعكس دائمًا الاستخدام المنزلي المتنوع. كما أن النتائج تختلف حسب نوع الخشب، نوع البكتيريا، وجود طلاء، وطرق التنظيف والتجفيف.

توصيات عملية

أولًا: خصص لوحًا للحوم النيئة، وآخر للخضار والفواكه، وثالثًا للخبز لتقليل التلوث المتبادل.

ثانيًا: استبدل اللوح عند ظهور شقوق عميقة سواء كان خشبًا أو بلاستيكًا.

ثالثًا: اغسل اللوح بالماء الساخن والصابون بعد كل استخدام، ثم جففه جيدًا.

رابعًا: تجنب الطلاءات والزيوت غير المخصصة للطعام. استخدم فقط منتجات آمنة غذائيًا.

خامسًا: للصيانة، يمكنك صنفرة الخشب لإزالة الشقوق السطحية ثم تغليفه بزيت مخصص للطعام.

خلاصة

الأدلة العلمية لا تدعم القول إن البلاستيك دائمًا أنظف. بل على العكس، أظهرت عدة اختبارات أن الخشب، وخاصة الأنواع الصلبة غير المطلية، يقلل البكتيريا بسرعة. أما البلاستيك فيتحول مع مرور الوقت إلى مخزن للبكتيريا. وبالتالي، تبقى النظافة الجيدة، تجفيف الألواح، واستبدالها عند الحاجة أهم قواعد السلامة.

مراجع مختارة (للقراءة والمتابعة)

1. Cliver, D. O. et al., “Cutting Boards of Plastic and Wood Contaminated…”, Food Research Institute / University of Wisconsin (1993–1994). — دراسة مخبرية تقارن بقاء البكتيريا على أنواع من الخشب والبوليمرات.
2. Welker C., Bacterial Retention and Cleanability of Plastic and Wood Cutting Surfaces, (1997). — مقارنة التآكل وإمكانيات الاحتفاظ بالبكتيريا وإزالتها بغسلات مهنية.
3. Vega Gutiérrez S.M., Wood Cutting Board Finishes and Their Effect on Bacterial Recovery, MDPI Coatings (2023). — تأثير الطلاء/الزيوت على قابلية استرجاع البكتيريا من الأسطح الخشبية.
4. Svärd N., Survival of foodborne bacteria on wooden and plastic cutting boards (thesis/report, 2023) — دراسة مقارنة حديثة تُظهر ميلاً لنمو البكتيريا أكثر على البلاستيك.
5. “Hygienic Evaluation of Wooden Cutting Boards” — مقالة 2025 تناقش سلوك الميكروبات على ألواح من خشب السكر والبوليمرات المهنية (مراجعة حديثة).

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *